ماذا تعرف عن قلعة كيباتوس “الغارقة” في بحر مرمرة؟

توصلت وزارة الثقافة والسياحة التركية بدعمٍ من المؤسسة التاريخية التركية ورعاية بلدية “ألتينوفا” وإشراف عضو هيئة التدريس الدكتور “سركان جوندوز” في جامعة أولوداغ بورصة إلى نتائج مهمة في عمل الفريق في نطاق عملية البحث “المسح السطحي تحت الماء للميناء القديم وشواطئ يالوفا” حول الهيكل الواقع على عمق ثلاثة أمتار في البحر.

حيث تم العثور تحت الماء على هياكل أثرية في موقعين مُختلفين على شواطئ “ألتينوفا”، كما جرى اكتشاف رصيف ومنارة إلى جانب مجموعة من الهياكل تحت الماء، وقد ذكرت بعض المصادر المكتوبة أن الرصيف والمنارة المكتشفان يمتد تاريخ استخدامهما من العصر البيزنطي حتى آواخر عصر الدولة العُثمانية مما يبين أهمية المنطقة في فترة الحُكم العُثماني.

فضلاً عن اكتشاف تراث ثقافي تحت الماء تم اكتشافه في المنطقة ويُعتقد أن هذا الاكتشاف هو “مدينة ليمناي” القديمة.

ووفقاً لـ “جوندوز” فقد تم اكتشاف قلعة صغيرة بناها الإمبراطور “ألكسيوس” على خليج “نيكوميديا” ويقول العديد من الباحثون أن هذه القلعة بُنيت لجندي اسمه “ساكسون” الذي هاجر إلى الإمبراطورية البيزنطية بعد معركة “هاستينغ”، وبحسب ما ذكرت الكتب اللاتينية القديمة كان اسم القلعة هو “سيفيتوت”.

وتقول المصادر إنها كانت موقعاً لأحداثٍ تاريخية مهمة من أبرزها أول نصرٍ لدولة الأناضول السلجوقية ضد الصليبيين والذي تحقق على أسوار هذه القلعة وبالرغم من ذلك فإن هذا الحدث غير معروف في التاريخ التركي، وفي العام 1096 بعد الحملة الصليبية الأولى تم إنشاء مزار لشهداء الحرب وبدأ استخدامه كدير مرتبط بطائفة “كلوني” ومقرها فرنسا.

ويفيد عضو هيئة التدريس في الجامعة المذكورة أن الدير الذي تم بناء جدران له لتحويله إلى قلعة تم تخصيصه للفرسان اللاتينيين في عام 1204م، وتابع أنه عندما كانت عملية بناء السور غير مُكتملة خاض اللاتيننيون والبيزنطيون حرباً بحراً مما أدى لتضرر أغراض القلعة الثمينة ثم جرى نقلها إلى مدينة إسطنبول، مُضيفاً أنه على الرغم من أن التاريخ الدقيق للغرق غير معروف إلا أنه يُعتقد أن القلعة غرقت تحت الماء نتيجةً لزلزالٍ شديد على خط فالق شمالي الأناضول.

بدوره أشار “ميتين أورال” عمدة بلدية “ألتينوفا” إلى أن العمل المُنجز في المنطقة قد وصل لمرحلةٍ مُتقدمة، لافتاً إلى أن المنطقة موطن لتراث ثقافي مُهم وقال: “لدينا ثلاث قلاع مُهمة في منطقتنا، القلعة الأولى هي قلعة “تشوبان كالي” والثانية هي قلعة مدينة “هيلينابوليس” القديمة أما القلعة الثالثة فهي قلعة “كيباتوس”.

ومن المُزمع أن يصبح المكان في المُستقبل متحفاً افتراضياً في حال تم العثور على معلومات أكثر خلال عملية البحث والتنقيب.