ما الأسباب التي جعلت من إسطنبول قبلة الاستثمار العقاري في تركيا؟ قبل 4 سنوات أخبار العقارات, المدونة 0 محتويات المقالة تضم تركيا 81 ولاية وتمتاز غالبيتها بكونها مُدناً سياحية ويقصدها الملايين سنوياً لقضاء أمتع الأوقات بفضل طبيعتها الساحرة وطقسها المُعتدل أغلب الأوقات، كما يقطن فيها تركيا أكثر من 5 ملايين أجنبي من مُختلف دول العالم في سائر أنحاء البلاد وفق وكالة الأناضول. إلا أن إسطنبول تتربع دوماً على قمة الولايات التركية في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والصادرات، ليبقى السؤال إذا ما هي الأسباب التي جعلت من إسطنبول قبلة لمستثمري العالم لطرح استثماراتهم فيها لا سيما العقارية؟ 1-الموقع الجغرافي والمساحة الواسعة: إسطنبول هي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع بين قارتين أسيا وأوروبا، يفصل بين القارتين مضيق البوسفور ويربط بينهما ثلاثة جسور رئيسية، يحدها من الشمال البحر الأسود ومن الجنوب بحر مرمرة وتلقي في حدود برية مع دولة اليونان، فيما تصل مساحة إسطنبول إلى 5343 كم مكونةً من تلال وهضاب وغابات وشواطئ ويصل عدد بلدياتها إلى 39 بلدية 25 منها في الجانب الأوروبي و14 منها في الجانب الأسيوي. 2-العاصمة الاقتصادية لتركيا: توجهت تركيا منذ أكثر من 30 عاماً لتجعل من مدينة إسطنبول العاصمة الاقتصادية للبلاد وتجلى ذلك في السنوات الـ 18 الأخيرة منذ تولي حزب العدالة والتنمية غالبية مقاعد البرلمان التركي في العام 2002، حيث سعت الحكومة التركية جاهدةً لصب مشاريعها الحيوية والإنمائية في هذه المدينة من جسور وطرق وسريعة وحدائق للشعب ومُدن طبيّة ومشافي وجامعات عدا عن ضمها مئات المصانع والمعامل والحركة التجارية الواسعة التي تدور في أروقتها. 3-المنافسة بين الشركات الإنشائية: غالباً ما يؤدي التوجه الحكومي لأي دولة في العالم إلى جذب المستثمرين المحليين والأجانب إليها، وهذا الأمر حصل فعلاً في إسطنبول فمنذ توجه الحكومة إليها والذي بدى واضحاً للعيان في العام 2000 عندما بدأت بتشييد مجمعات سكنية ضخمة في منطقة باشاك شهير لتجعل منها المركز الجديد للمدينة وذلك عبر الشركات الإنشائية الحكومية “توكي، إملاك كونوت” الأمر الذي دفع عشرات الشركات الأخيرة لبدء سلسلة عمرانية ضخمة في المدينة الأمر الذي خلق منافسة كبيرة بينها في تطوير مجمعات سكنية حضارية تحاكي أنظمة البناء العالمية. 4-تنوع الخيارات العقارية: توضح النقطة الثالثة أن التنافس الشديد وتدشين مئات المشاريع السكنية والتجارية والخدمية أدى لتنوع هائل في الخيارات التي تُساهم في جذب المستثمرين بكافة أطيافهم ورغباتهم وأهدافهم من التملك العقاري في تركيا، بفضل تنوع المواقع التي يتم تشييد المجمعات فيها من مناطق مركزية في المدينة ومناطق مُحيطة بالمراكز السياحية والتاريخية عدا عن مجمعات أخرى بإطلالات بحرية أو بجانب البحيرات وأخرى في الضواحي، بالإضافة إلى تنوع المساحات وأنماط الشقق وأنواعها فضلاً عن الفارق الكبير في الأسعار والذي يحددها سعر المتر في منطقة البناء. 5-السياحة في إسطنبول: إن العالم السياحي يمثل بشكلٍ أو بأخر أداة جذبٍ للمستثمرين كون الاستثمار على ارتباط شديد بحركة السياحة كون الاستثمار في الشقق أو الفنادق أو الفلل يوفر أماكن إقامة للسياحة في الفترات التي يزورون فيها تركيا وهذا الأمر يخلق المزيد من الفرص الاستثمارية والتنافسية، ففي الوقت الذي استقبلت فيه مختلف الولايات التركية حوالي 16 مليون سائح في العام 2020 (بحسب الأناضول) رغم تفشي فيروس كورونا كان لإسطنبول منها الحصة الأكبر بحوالي 4 ملايين سائح (وفق بلدية إسطنبول الكبرى). 6-كبرى المشاريع الإنمائية والحكومية في إسطنبول: افتتحت تركيا في أواخر العام 2018 المرحلة الأولى من مطار إسطنبول الدولي ليكون عند اكتمال جميع مراحله في العام 2023 أكبر مطارٍ في العالم بسعة 250 مليون مسافر سنوياً، كما سيجري العمل على افتتاح قناة إسطنبول المائية التي ستكون رديفاً لمضيق البوسفور وبذات الأهمية والتي تمتد من شمال بحيرة كوتشوك تشكمجة لتصب في مياه البحر الأسود شمال إسطنبول، كما جرى افتتاح 4 مُدن طبيّة في إسطنبول خلال العام 2020 أكبرها على المستوى التركي والأوروبي مدينة باشاك شهير الطبيّة، عدا عن مشاريع أخرى منها ما بات جاهزاً والآخر مازال قيد الإنشاء. الخلاصة: كان العرب قديماً في حلهم وتراحلهم يبحثون عن الكلأ (العشب) والماء أينما وجد ويقيمون بجانبه، ومازالت هذا العادة راسخة حتى اليوم فأينما يجد المرء مدينة ينتشر فيها كل ما يحتاجه سيحل رحاله فيها الأمر، ولعل هذا الأمر هو هذا الدفع ملايين المستثمرين من مُختلف دول العالم للتوجه إلى إسطنبول عاصمة الاقتصاد التركي لمعرفتهم التامة بحاضرها المميز ومُستقبلها المُشرق.