تمتلك إسطنبول سمعة وشهرة عالمية واسعة النطاق كما تحظى باهتمام داخلي كبير من قبل القيادة والحكومة والشعب التركي كونها العاصمة الاقتصادية للبلاد وأكبر المدن التركية من حيث عدد السكان وتستحوذ على موقع جغرافي مهم بين قارتي أوروبا وآسيا.
الفروقات بين إسطنبول الأوروبية وإسطنبول الآسيوية:
بالرغم من كونها مدينة تركية واحدة إلا أن وقوعها بين قارتين أوروبا وآسيا فتح إمكانية التفاضل بينهما حيث فند الخبراء 10 فروقات رئيسية تتباين بينهما قارتي إسطنبول من حيث:
أسفل النموذج
أولاً-الموقع الجغرافي:
تحاذي إسطنبول الأوروبية وإسطنبول الآسيوية بعضهما البعض ويفصل بينهما مضيق البوسفور الذي يعتبر حداً طبيعياً فاصلاً بين القارتين ويحدد معالم كلاً منهما والذي يربط بدوره بين بحري إسطنبول مرمرة جنوباً والأسود شمالاً.
ويمكن التنقل بين قارتي إسطنبول الأوروبية والآسيوية عبر:
- جسر البوسفور الأول (جسر شهداء 15 تموز)
- جسر البوسفور الثاني (جسر السلطان محمد الفاتح)
- جسر البوسفور الثالث (جسر السلطان ياووز سليم)
- نفق أوراسيا للسيارات الخاصة
- نفق مرمراي لوسيلة النقل مترو الأنفاق
نفق إسطنبول الكبير (قيد الإنشاء) يتكون من 3 طوابق الأول للمترو والثاني والثالث لذهاب وإياب السيارات الخاصة.
ثانياً-جودة العيش:
تعتبر مدينة إسطنبول مدينة لامركزية تتألف من 39 بلدية 25 منها في الجانب الأوروبي و14 منها في الجانب الآسيوية ولكل بلدية نظام حكم إداري واقتصادي أشبه بالحكم الذاتي إلا أنها تتبع جميع البلديات لبلدية إسطنبول الكبرى وتختلف جودة العيش بين إسطنبول الأوروبية وإسطنبول الآسيوية بالخدمات التي توفرها كل بلدية على حدة وتتباين جودة المعيشة من توسطها بين الواحدة والأخرى، وعموماً فإن إسطنبول الآسيوية تعرف بمكان عيش المشاهير من سياسيين ورياضيين وفنانين وربما هذا الأمر يجعل من جودة العيش في إسطنبول الآسيوية أعلى من نظيرتها الآسيوية.
ثالثاً-تكلفة العيش:
يحدد تكلفة العيش في كل بلدية من بلديات إسطنبول الأوروبية والآسيوية وفقاً لنوعية الخدمات التي توفرها البلدية مثل المدارس العربية والدولية والجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة ونوع الخدمة وتختلف التكاليف فيما بينها مما يجعل بالمحصلة تكلفة المعيشة تتباين بين إسطنبول الأوروبية والآسيوية
رابعاً-المناطق السياحية:
يكاد لا يوجد منطقة سياحية في إسطنبول الأوروبية إلا وتقابلها منطقة سياحية أخرى في إسطنبول الآسيوية ويشمل ذلك أماكن السياحة الطبيعية والتاريخية فعلى سبيل المثال تفخر إسطنبول الأوروبية بضمها لمتنزهات وغابات بلغراد متنفس أهالي المدينة لترد عليها إسطنبول الآسيوية بتوفيرها غابات بيكوز وأيدوس والقرية البولندية، ويشمل الأمر أيضاً الشواطئ والسواحل والمنتجعات السياحية التي تحظى بها كلا قارتي إسطنبول المنتشرة على ضفاف البحر الأسود شمالاً وبحر مرمرة جنوباً، وعلى صعيد الأماكن السياحية فإن إسطنبول الأوروبية مثلاً تشتهر بميدان تقسيم وشارع الاستقلال وبرج غلطة لتقابلها إسطنبول الآسيوية بمنطقة كادي كوي وشارع بغداد وبرج الفتاة، وإذا كانت منطقة السلطان أيوب أقدم مناطق إسطنبول الأوروبية فمنطقة أسكودار في إسطنبول الآسيوية أقدم مناطق إسطنبول على الإطلاق وهكذا
خامساً-فرص العمل:
تشتهر إسطنبول الأوروبية بأنها ذات وجهة اقتصادية وصناعية وتجارية أكثر من نظيرتها الأوروبية إلا أن هذه الشهرة لم تدم طويلاً سيما بعد اختيار حي أتاشهير في منطقة عمرانية بإسطنبول الآسيوية مقراً لتشييد واحد من أهم مشاريع إسطنبول الإنمائية مركز إسطنبول للتمويل الدولي مما رفع من القيمة الاستثمارية لجانب الآسيوي لمدينة إسطنبول وزاد من زخم التنافس الاقتصادي بين القارتين وتوفير الآلاف من فرص العمل والمجالات الاستثمارية
ساساً-العامل البشري:
يقترب عدد سكان إسطنبول ككل 16 مليون نسمة لتكون بذلك أكبر المُدن التركية من ناحية عدد السكان، ويتوزع سكان إسطنبول بين طرفيها الأوروبي والآسيوي وبالرغم من عدد وجود إحصائيات دقيقة إلا أن لإسطنبول الأوروبية الغلبة من ناحية التواجد السكاني أكثر من نظيرتها الآسيوية ربما يعود الأمر للشهرة العالمية والأماكن التاريخية الأكثر ولفرص العمل التي وفرتها السنوات السابقة لهم
سابعاً جودة البنى التحتية:
لا يمكن القول بأن إسطنبول الآسيوية ذات بنى تحتية أفضل من إسطنبول الأوروبية أو العكس فكلا الجانبين يحظى باهتمام حكومي في مجال تطوير وإعادة تأهيل البنى التحتية وفي الوقت الذي تشتهر به منطقة كاغيت هانة بأنها تشهد واحدة من أضخم الأعمال الحكومية من ناحية إعادة البناء والتأهيل العمراني فإن بلدية كادي كوي بإسطنبول الآسيوية تنعم بتأهيل عمراني شامل وبدليل أن كلا البلدتين قد أعلنت عن الإعفاء من رسوم نقل الملكية العقارية 4% تشجيعاً للشركات الإنشائية والمستثمرين على تدشين المشاريع العقارية والتملك العقاري فيها
ثامناً-أسعار العقارات:
إن أسعار العقارات التركية في إسطنبول يتم تحديدها وفق عدة معايير هي:
- موقع العقار: كلما كان الموقع ضمن منطقة حيوية محاطة بالخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية وشبكات المواصلات كلما ارتفعت قيمة العقارات فيه
- جودة البناء: إن عمر وجودة البناء والاكساء والتشطيبات ترفع أو تخفض من قيمة العقار
- المساحة وعدد الغرف: من غير المنطقي أن تكون شقة بمساحة 70 متراً بنفس سعر شقة بمساحة 200 متر لذلك فإنه كلما زادت المساحة وزاد عدد الغرف زاد الثمن
- الإطلالة: في تركيا تحدد إطلالة العقار من قيمته فعندما تكون الإطلالة على البحر أو على الغابة أو مفتوحة على الطرقات السريعة يكون سعر العقار أعلى من الإطلالات الداخلية أو الإطلالات الرديئة
- الخدمات الداخلية: توفر العقارات المتواجدة داخل المجمعات العقارية الحديثة مجموعة من الخدمات تزيد أو تنقص فكلما زادت الخدمات وتنوعت وارتفعت جودتها كلما زاد سعر العقار والعكس صحيح
تاسعاً-الاستثمار العقاري:
تتنوع مناطق الاستثمار العقاري بين طرفي إسطنبول الأوروبي والآسيوي بحسب الأهمية الاقتصادية والتجارية وتبرز مناطق أسنيورت وباسن إكسبريس وبيليك دوزو وشيشلي وباشاك شهير ومسلك وعمرانية وأتاشهير ومالتبيه بين مناطق الاستثمار العقاري في إسطنبول بسبب الأنشطة التجارية المقامة فيها من جهة وتواجد مشاريع إنمائية حكومية في معظمها من جهةٍ أخرى.
عاشراً-المشاريع الحكومية:
تتركز معظم مشاريع الحكومة التركية الإنمائية على إسطنبول الأوروبية بشكلٍ خاص لعدة أسباب منها التواجد السكاني الكبير وكثرة الاهتمام السياحي ومن بين أبرز المشاريع الحكومية في إسطنبول الأوروبية نذكر:
- قناة إسطنبول المائية (قيد الإنشاء)
- مطار إسطنبول الدولي (افتتحت معظم مراحله)
- مدينة باشاك شهير الطبيّة
- محطات مترو الأنفاق الجديدة لاسيما مترو مطار إسطنبول
أما إسطنبول الآسيوية فتفخر حالياً بمشروع حكومي إنمائي مهم لإسطنبول بشكلٍ خاص ولتركيا بشكلٍ عام وهو مشروع مدينة إسطنبول المالية أو مركز إسطنبول للتمويل الدولي في أتاشهير حيث تسعى تركيا من خلاله لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي ودولي للتمويل وعاصمة مالية عالمية تربط بين آسيا وأوروبا والشرق بالغرب.